استنفر حادث تعرض طائرة عسكرية جزائرية لهجوم إرهابي بواسطة قذائف (أر. بي. جي)، بقاعدة سلاح الجو في ضواحي مدينة جانت المطلة على الصحراء الكبرى، قوات الجيش المغربي بالجنوب منذ ليلة الخميس المنصرم.
وعقد كبار مسؤولي الجيش والدرك بالمنطقة الجنوبية، التي توجد تحت إمرة الجنرال عبد العزيز بناني، اجتماعا تنسيقيا لقيادة حملة تمشيط واسعة بالصحراء. وألغيت عطل نهاية الأسبوع لعدد من وحدات الجيش والدرك الحربي بالموقع العسكري بالجنوب، بعدما شاركت فرق تنتمي إليها في تلك الحملة التي همت بالأساس الشريط الحدودي بالمنطقة. ووفق معطيات توصلت إليها «المساء»، فإن الحملة المذكورة جاءت استثناء في هذا الظرف بالذات، بهدف استباق تسلل عناصر تابعة لجماعات إرهابية إلى تراب المملكة، بعدما اشتد عليها خناق الملاحقة الأمنية من قبل سلطات الدول المجاورة.
وتشير المعطيات نفسها إلى أن الجيش المغربي، الذي رفع من تنظيم حملات مماثلة منذ الإعلان عن قيام تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي المتخذ من الصحراء الكبرى قواعد خلفية له، أشرك هاته المرة أربع مروحيات حلقت على علو منخفض بالجنوب الشرقي من الصحراء.
وفي الوقت الذي لم يتسن فيه لـ «المساء» الحصول على نتائج هاته الحملة، تشير التوقعات إلى احتمال عودة حالة التأهب الأمني بالمغرب إلى الدرجة الحمراء، على خلفية اتساع حجم التهديدات الإرهابية للمنطقة المتوسطية بعد أحداث الجزائر المتتالية. وبينما اتجهت أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، فور مهاجمة مسلحين لطائرة عسكرية جنوب الجزائر، لا زال الأمن الجزائري والمغاربي يعيشان على وقع صدمة لجوء جماعات متطرفة إلى استعمال أسلحة ثقيلة في تنفيذ اعتداءاتها الإرهابية.
جدير بالذكر أن استهداف تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي للأهداف العسكرية بالجزائر فرض على المغرب تبني نظام حماية جديد لمواقعه العسكرية منذ الهجوم على قاعدة الأخضرية، شرق الجزائر، الصيف الماضي. وهكذا، فقد أعطيت تعليمات إلى قياد مختلف الثكنات العسكرية بتشديد المراقبة على الجنود العاملين بها على اختلاف رتبهم وبحث علاقتهم بزوارهم فضلا عن تخصيص أماكن خاصة لاستقبال الضيوف قبل السماح بولوجهم إلى داخل الثكنة
يومية المساء المغربية
الرئيسية 
الأربعاء 14 نوفمبر 2007 - 18:19
